نظم بيت الشعر في نواكشوط ندوة أدبية تحت عنوان "حضور المرأة في الثقافة الموريتانية"، وذلك بحضور كوكبة من الأساتذة والباحثين في مجال الثقافة والأدب
وأوضحت الاستاذة الجامعية السيدة مريم بنت باب الدين في مداخلة قدمتها خلال الندوة أن المرأة الموريتانية حظيت بمكانة مرموقة داخل مجتمعها مكنتها من أن تكون رائدة في كل المجالات المطروقة في محيطها وبصفة خاصة المجال الثقافي، حيث كانت محل اهتمام وتقدير جسده البعد الديني الاسلامي للمجتمع والإرث المرابطي الأصيل المؤمن بحرية المرأة وسيادتها
وقالت إن المرأة كانت هي المؤطرة للأسرة والمدبرة لشؤونها، مبرزة ان حياة البداوة وظروف المجتمع القائمة أساسا على التنمية والتجارة فرضت على المرأة ان تكون قائدة لأسرتها خاصة في غياب الرجل الذي قد يطول وبقائه بعيدا عن بيته مما كان له انعكاس على دورها فزاد تمكنها من زمام أسرتها وتوجيه حياة أبنائها وتثقيفهم
واضافت السيدة مريم بنت باب الدين أن المرأة اشتهرت بتعليم القرآن للصبية مستطردة بعض الأمثلة، فقد ذكر محمد بن محمد سالم المجلسي أنه حفظ القرآن على والدته حفصة بنت سيدنا محمد ، وكذلك أورد العلامة محمد الأمين بن أحمد زيدان في شرحه لمختصر خليل "النصيحة" أنه أخذ على والدته فاطمة بنت سيد أحمد لحبيب عدة علوم على رأسها القرآن ، وفي نفس السياق تتابع الأستاذة، أشار محمد سالم بن عدود رحمه الله إلى أن والدته ميمونة بنت محمد فال الملقبة النجاح بنت الددو ساهمت في تحفيظه القرآن وأتقنت له باب الإعراب من النحو وجميع علوم السيرة وبعض المعارف الأخرى
وأشارت إلى ريادة المرأة في الموروث الأصيل للمجتمع الموريتاني بما فيها الثقافة العصرية حيث تركت بصماتها على الحياة الثقافية والعلمية ما بعد الاستقلال ، وسجلت نساء حضورهن في مجلات ظلت حكرا على الرجال لفترة طويلة
تعليق