الأربعاء، 29 ديسمبر 2021

وزارة الصحة تتسلم كميات معتبرة من مدخلات علاج سوء التغذية لدى الأطفال

وزارة الصحة الموريتانية


تسلم وزير الصحة السيد سيدي ولد الزحاف في نواكشوط من معالي المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر " السيد محمد محمود بوعسرية، رفقة الممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة " اليونيسف "، كمية معتبرة من مواد و مركبات مكافحة سوء التغذية الحاد عند الأطفال، كما باشروا عملية إطلاق توزيع هذه الكميات داخل البلاد.

وتأتي هذه الكميات المخصصة لسوء التغذية الحاد بالنسبة للأطفال، في إطار تجسيد الاتفاق الثلاثي الموقع بين وزارة الصحة والمندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر"، وصندوق الامم المتحدة للطفولة في بلادنا "اليونسيف".

وفي كلمة له بالمناسبة أوضح معالي وزير الصحة أن هذه اللفتة تعتبر تجسيدا لتعهدات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بأن لايترك أحد على قارعة الطريق، خاصة من الفئات الهشة والسكان الأكثر فقرا، مضيفا أن من شأن هذه الشحنات أن تحسن من فرص حصول هؤلاء على الخدمات الصحية والغذائية التي يحتاجونها، وهو تجسيد لتعليمات فخامة رئيس الجمهورية بخصوص العمل الحكومي المشترك، حيث يرمز هذا العمل اليوم إلى التعاون الجيد القائم بين وزارة الصحة والمندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء.

وأضاف أن هذا العمل يعتبر سابقة من نوعها في منطقتنا، فمن غير الشائع أن يتولى بلد من هذا الفضاء وبموارده الذاتية اقتناء هذه المدخلات الغذائية الهامة، مشيرا إلى أن الوضعية الحالية لسوء التغذية في البلد تبلغ حسب معدلات المسح لسنة 2021 11.1% من سوء التغذية العام، و1.9% من سوء التغذية الحاد، وهي أرقام قريبة من الحد الاستعجالي الذي تحدده المنظمة العالمية للصحة بـ 12% بالنسبة للعام و2% بالنسبة للحاد.

وبين أن هذه المدخلات تتمثل في مواد غذائية مركزة ومشبعة بالفيتامينات والعناصر الغذائية النادرة، وتستخدم في علاج كل أشكال سوء التغذية الحاد لدى الأطفال حصريا، كما تشمل مضادات حيوية وأدوية مكافحة للتجفف، وذلك لأن سوء التغذية يشكل أرضية خصبة للأمراض المعدية وللتجفف، وتغطي هذه الكمية التكفل بـ 7000 طفل، مضيفا أن الولوج لهذه المواد يتم عبر استشارة النقاط والمراكز الصحية التي تقيم الوضعية الغذائية للأطفال فتوافيهم بالوصفات الطبية الضرورية لتصحيح الاختلالات الغذائية الملاحظة لديهم فضلا عن تثقيف ذويهم حول المسلكيات المثالية للحفاظ على نموهم المتكامل وصحتهم الغذائية.

وقال إن سوء التغذية يمثل تحديا صحيا حقيقيا يواجه الأطفال، وعملا من القطاع على التصدي لهذه الوضعية تمت بلورة استراتيجية تأخذ مختلف الجوانب بعين الاعتبار وتتركز حول الرقابة والكشف والتكفل والتحسيس، لتتكامل مع ما يقام به من مشاريع تنموية تهدف إلى الرفع من دخل الأسر وتنويع سلاتها الغذائية على مستوى الآلية الوطنية المتعددة القطاعات التي تسهر على الحالة الغذائية للأطفال وعلى الأمن الغذائي الوطني.

وشكر المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء "تآزر" على تفهم جدوائية هذا العمل والتجاوب مع قطاع الصحة إلى أن تم اقتناء هذه المدخلات الهامة، وكذا الفرق الفنية التي عملت على التصور والتخطيط والتنفيذ ، و صندوق الأمم المتحدة للطفولة على مواكبة هذه الخطة بالدعم الفني واللوجستي و إيصال هذه الشحنات والمواد العلاجية إلى بلادنا.

ودعا معالي الوزير إلى الإقبال على الاستفادة من خدمات الرقابة والحالة الغذائية للأطفال والتكفل بالمصابين منهم، وامتثال التعاليم الصحية في مجال تغذية الأطفال التي تمثل صمام الأمان لصحتهم وتعليمهم ونموهم بشكل عام.

من جهته أعرب معالي المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الاقصاء "تآزر" عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الهام المتمثل في استلام كمية معتبرة من مدخلات علاج سوء التغذية وإطلاق عملية توزيعها داخل البلاد، تجسيدا للإتفاق الثلاثي الموقع بين المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء ووزارة الصحة وصندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف".

وأضاف أن الاهتمام بالطبقات الهشة يعتبر تجسيدًا لأحد أهم تعهدات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للرفع من مستوى عيش الطبقات الأكثر فقراً وهشاشة وتسهيل وُلوجها إلى الخدمات الأساسية وبالأخص الصحية منها.

وبين أن المندوبية العامة "تآزر" تسعى إلى دعم المنظومة الصحية الوطنية طبقاً لاستراتيجية الحكومة في هذا المجال، وذلك عبر التدخل للرفع من مستوى الخدمات الصحية وجعلها في متناول الجميع، وكذا الحد من المعاناة والوفيات أيا كانت أسبابُها.

وقال إن استراتيجية المندوبية العامة "تآزر" في مجال الصحة والتغذية تشمل العديد من التدخلات من بينها التأمين الصحي، إنشاء وتجهيز النقاط والمراكز الصحية، التغذية المدرسية و مكافحة سوء التغذية عبر تأمين حاجيات البلاد من المدخلات والمواد الضرورية لعلاج هذه الآفة الصحية.

وأشار إلى أن المندوبية العامة "تآزر" رصدت غلافاً مالياً يصل إلى 94 مليون أوقية جديدة للتكفل بما مجموعه 50% من حاجيات البلاد من علاجات سوء التغذية عند الأطفال لسنة 2021 و75% من تلك الحاجيات لسنة 2022.

وأبرز أن استلام هذه الكمية من مدخلات علاج سوء التغذية وإطلاقَ عملياتِ توزيعها داخل البلاد يمثلان أولى الخطوات المتخذة من أجل وضعُ آليةٍ دائمةٍ وفعالة لتكفّل الدولةِ بسوء التغذية على مستوى كافة المؤسسات الصحية الوطنية وتسهيلِ ولوج الأسر المتعففة إلى هذه الخدمة الأساسية.

وبدوره بين ممثل صندوق الامم المتحدة للطفولة في موريتانيا سعادة السيد مارك لوسيه أن المنتجات التي حصلت عليها موريتانيا تأتي في إطار رعاية الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.

وأضاف أن هذه الكمية تعبر عن الإرادة الجادة والصادقة للحكومة الموريتانية في التصدي بصورة دائمة لمخاطر سوء التغذية لدى الأطفال، مبرزا أن حياة الأطفال المصابين بسوء التغذية لا تزال في خطر، رغم النتائج التي تم تحقيقها في هذا الصدد.

وأكد أن الوفيات المرتبطة بسوء التغذية لدى الأطفال في المجتمعات الأكثر فقرا تمثل نسبة 50 % سنويا.

حضر حفل التسليم الأمين العام للمندوبية العامة "تآزر" وعدد من أطر وزارة الصحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق