نظمت جمعية إيثار الخيرية لمرضى السرطان في نواكشوط ، مأدبة إفطار وذلك في إطار التعريف بأنشطتها الخيرية، حضرها العديد من الشخصيات الوطنية والدولية.
وتسعى الجمعية من وراء تدخلاتها إلى مساعدة الجهات الحكومية في التكفل بمرضى السرطان ومد يد العون لهم، وكذا القيام بعمليات التحسيس والتوعية ضد هذا المرض.
وفي كلمة له بالمناسبة أكد معالي وزير الصحة السيد المختار ولد داهي، أن هذا اللقاء يعبر عن مناصرة جهود المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال مؤازرة المرضى عموما ومرضى السرطان خصوصا، مشيرا إلى أهمية جهد المنظمات غير الحكومية في هذا المجال، وأن قطاع الصحة يشجعه لأن القناعة راسخة أن العبء الأكبر من توفير الخدمة الصحية يقع على الدولة و القطاع لكن القطاع الصحي الخاص و القطاع الصحي الخيري مكملان لا غنى عنهما.
وأضاف أن سجلات المركز الوطني للأنكلوجيا تظهر أن 1487 مريضا يتابعون علاجهم من هذا المرض منهم 53% إناث و 47% ذكور و يمثل الأطفال دون سن 15 نسبة 4%، مشيرا إلى أن نسبة 90% من المتعالجين لا يتوفرون على تأمين صحي.
وذكر أن أكثر صنوف السرطانات انتشارا هي سرطانات الثدي والأنف والحنجرة و الرئة و عنق الرحم و القولون، إضافة إلى الذين تم ابتعاثهم إثر مداولات المجلس الصحي الوطني تأسيسا على أن علاجهم غير متوفر بالبلد، إضافة إلى عديد الأفراد الذين يذهبون بمبادرة شخصية وبتحمل تكاليف العلاج والمتابعة في مصحات بالخارج و هو ما يحتم إعداد سجل وطني للمصابين بأمراض السرطان سيعكف المركز الوطني للأنكلوجيا و المديريات ذات الصلة على إعداده.
وقال إن المساطر الإجرائية جارية و سارية من أجل اقتناء مسرع ثالث مجهز بآخر تقنيات العلاج و كذا اقتنا ( mammographes ) من بينهما اثنان من آخر التقنيات سيوجهان للمركز الوطني للأنكلوجيا و المركز الوطني لصحة الأم و الطفل.
وبين أن القطاع يشجع التكوين القاعدي المتخصص في علاج السرطانات بالنسبة للشباب الموريتانيين إذ مازال مؤشر طبيب متخصص لكل مريض دون المتوسط العالمي كما يحفز و ييسر وفق المتاح ميزانية للتكوين المستمر للمتخصصين و الطواقم شبه الطبية لمواكبة التطور المضطرد في مجال تقنيات العلاج، مؤكدا أن العمل جار من أجل تعبئة التمويلات اللازمة لتشييد و تجهيز مستشفى للأنكلوجيا بسعة 150 سرير و وفق أحدث التجهيزات و التقنيات المطلوبة في هذا المجال.
واكد أن الدولة توفر عبر المركز الوطني للأنكلوجيا عديد المجانيات للمتعالجين منها مجانية الاستشارات و مجانية العلاج الكيميائي و العلاج الموجه باهظ الثمن، كما أنها أنشأت “حسابا خاصا بالخزينة موجه لشراء الأدوية بما يناهز سنويا مبلغ 50 مليون جديدة.
وأضاف أنه رغم كل الجهود المبذولة فإن بعض الفحوص غير ذات الصلة المباشرة بمرض السرطان للذين يعانون من أمراض أخرى و الأدوية المرتبطة بتلك الأمراض لا يتحملها المركز و تشكل عبئا على بعض المرضى، إضافة إلى حاجة المرضى لما يعينهم على النقل من المنزل إلى المركز ذهابا و إيابا و المساعدة في إعاشة أسرهم الذين حَبَسَهم المرض عن التكسب لهم، مستعرضا في هذا السياق مستوى الحاجة لعمل المنظمات غير الحكومية و التي يعتبر جهدها مكملا للعمل الحكومي.
وبدورها أوضحت مديرة المركز الوطني للإنكلوجيا، السيدة أخت البنين بنت زين أن المركز الوطني للانكلوجيا يعتبر المرجعية في الهرم الصحي للتكفل بمرضى السرطان، موضحة أنه بدأ العمل سنة 2009، مؤكدة تسجيل 15 ألف حالة حتى اليوم، وهو ما يمثل نسبة 60% تقريبا من الحالات التي يجب أن يستقبلها المركز، مطمئنة الرأي العام أن لا وجود لزيادة تستدعي القلق .
وعددت مسببات المرض وطرق الوقاية منه، مشيرة إلى ضرورة التحسيس بخطورته والكشف المبكر، للتكفل بالمرضي في وضعية لا تزال قابلة للعلاج، موضحة أن أغلب الحالات المسجلة لدى المركز تأتي متأخرة.
واستعرضت المراحل التي يمر بها التكفل بالمرضى من خلال التأمين الصحي عن طريق الصندوق الوطني للتأمين الصحي “كنام” أو التأمين الخاص عن طريق جهة نواكشوط، مبينة الدعم الذي تقدمه الدولة للمرضى بالسرطان.
وقالت إن كل المراحل التي يمر بها المريض تتماشى تماما مع المعايير الدولية، داعية المجتمع المدني إلى بذل المزيد من الجهد للوقوف إلى جانب الدولة وصولا إلى الهدف المحدد .
من جهته شكر رئيس جمعية إيثار الخيرية للتكفل بمرضى السرطان، السيد سلام ولد عبد الله، فخامة رئيس الجمهورية باسم الجمعيات الخيرية على ما أتيح من انفتاح في المجال، مثمنا دور معالي وزير الصحة لما يبذله من جهود حثيثة، وكذا المركز الوطني للانكولوجيا، وكل من ساهم من قريب أو بعيد في المجال.
وقال إن الجمعية بحاجة إلى مد العون من الجميع لإتاحة الفرصة لمرضى السرطان من العلاج، مطالبا بالاستثمار في مستشفى أمراض السرطان، مشيرا إلى أهمية الكشف المبكر لإنقاذ الأرواح البشرية، مبينا أن الجمعية تعمل على إدخال سيارة متنقلة مجهزة بالمعدات الضرورية للوصول إلى ولايات الداخل.
من جهته أوضح رئيس مجلس إدارة جمعية إيثار الخيرية السيد محمد المختار ولد امباله، أن الجمعية أنشأتها مجموعة من الخيرين لصالح مرضى السرطان، مذكرا بأن من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.
وحث الجميع، من أطباء ورجال أعمال وغيرهم على مضاغفة الجهود الخيرية في هذا الشهر الكريم.
وتابع الحضور تقريرين مفصلين عن الحالة المالية للجمعية، و الخدمات الصحية التي قدمتها الجمعية منذ نشأتها خلال السنة المنصرمة و طبيعة عملها من دخل ومصاريف وأنشطة خيرية متعددة الجوانب التي طالت تدخلاتها مناطق مختلفة من موريتانيا.
وحضرت الحفل والي نواكشوط الشمالية، ورئيسة جهة نواكشوط، إضافة إلى ممثلة منظمة الصحة العالمية بموريتانيا، والعديد من الشخصيات الوطنية والدولية، والسلطات الإدارية والأمنية بولاية نواكشوط الشمالية، وجمع من المهتمين بالمجال.
تعليق